xmlns:v="urn:schemas-microsoft-com:vml" xmlns:o="urn:schemas-microsoft-com:office:office" xmlns="http://www.w3.org/TR/REC-html40"> أيها المسؤولون، أيها الموظفون احذروا استغلال سلطتكم وجاهكم

                                                     

الجمعية الشرعية لكفالة الطفل اليتيم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنا وكافل اليتيم فى الجنه كهاتين وأشار بالسبابه والوسطى" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

الاسلام هو الحل


ركن النصيحة

ركن الذكرى

ركن الاسرة

ركن السلوك

ركن الدعوة

ركن العبادات

ركن العقائد

ركن الفتوى

ركن العبر والعظات

ركن المعاملات

لقاء الاحبة

الاربعون النووية

اصدقاء الموقع

إذاعة القرآن الكريم

قالوا وقلنا

اعلن عن موقعك معنا

مواقع تهمك

الاستاذ عمروخالد
جريدة افاق عربية
دليل وفاتورة التليفون
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ركن الدعوة

 

 

أيها المسؤولون، أيها الموظفون احذروا استغلال سلطتكم وجاهكم

من القواعد الفقهية والضوابط الرئيسية التي شرعها لنا الإسلام التي تحد من استغلال المسؤولين والموظفين لمناصبهم، ومن فسادهم وإفسادهم، ما يأتي:

(1)  قاعدة سد الذرائع، فما من سبب يؤدي إلى أكل الحرام إلا وقد منعته الشريعة، وما من باب يمكن أن يولج منه إلى حرام أويحدث شبهة أوفساداً إلا وقد أوصد.

(2) قاعدة من أين لك هذا؟

(3) الشواهد الصامتة الناطقة، الماء والطين، أو"الإسمنت والخرسانة" في هذا العصر، أوالحسابات المودعة في المصارف، امتلاك الشركات والمؤسسات.

(4) اختيار الرجل المناسب للمكان المناسب، وهو الكفء الأمين، كما قال يوسف عليه السلام لعزيز مصر: "اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم"، وكما عللت بنت شعيب استئجار موسى: "إن خير من استأجرت القوي الأمين".

(5) المتابعة الدقيقة والمراقبة المستمرة مهما كان صلاح المسؤول.

(6) إنزال العقوبة الصارمة على من ثبتت خيانته ردعاً له ولأمثاله.

(7) الإسراع بعزل من يثبت عجزه في عمله بفسق أوفساد.

إذا التزم المسؤولون بهذه القواعد والضوابط في تعيين الكفء الأمين من المسلمين من غير محاباة ولا مجاملة، مستشعرين ومستصحبين تحذير الرسول صلى الله عليه وسلم والسلف من المحاباة في ذلك: "من ولي من أمر المسلمين شيئاً فأمر عليهم أحداً محاباة، فعليه لعنة الله، لا يقبل الله منه صرفاً ولاعدلاً حتى يدخله النار".

وفي رواية: "من استعمل رجلاً من عصابة، وفي تلك العصابة من هو أرضى منه فقد خان الله ورسوله وخان المؤمنين".

وقال عمر لأحد عماله: "عليك بأهل القرآن فإن لم يكن فيهم خير فمن سواهم أولى"؛ وقال: "إني لأتحرج أن أستعمل الرجل وأنا أجد أقوى منه"، وقال: "من استعمل فاجراً وهو يعلم أنه فاجر فهو مثله"، وقال: "إنه لم يقم أمر الله في الناس إلا حصيف العقيدة، بعيد الغرة، لا يطلع الناس منه على عورة، ولا يخشى الحق على جرأة، ولا يخاف في الله لومة لائم".

ويروى عن الحسن أنه قال: قال عمر: أعياني أهل الكوفة، فإن استعملت عليهم ليناً استضعفوه، وإن استعملتُ عليهم شديداً شكوه، ولوددت أني أجد رجلاً قوياً أميناً مسلماً أستعمله عليهم، فقال رجل: يا أمير المؤمنين أنا والله أدلك على الرجل القوي الأمين المسلم؛ فأثنى عليه، قال: من هو؟ قال: عبد الله بن عمر؛ قال عمر: قاتلك الله ما أردتَ بها وجه الله".

ولله در الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبد العزيز فقد روي أنه كان جالساً في بيته وعنده أشراف بني أمية، فقال: أتحبون أن أولي كل رجل منكم جنداً؟ فقال رجل منهم: لِمَ تعرض علينا ما لا تفعله؟ قال: ترون بساطي هذا؟ إني لأعلم أنه يصير إلى بلى وفناء، وإني أكره أن تدنسوه بأرجلكم، فكيف أوليكم ديني، أوليكم أعراض المسلمين وأبشارهم، هيهات؛ فقالوا له: لِمَ؟ أما لنا قرابة؟ أما لنا حق؟ قال: ما أنتم وأقصى رجل من المسلمين عندي في هذا الأمر إلا سواء، إلا رجل من المسلمين حبسني عنه طول شقته.

لهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (يجب على ولي الأمر أن يولي على كل عمل من أعمال المسلمين أصلح من يجده لذلك العمل).

وفي إعطائه ما يكفيه ويغنيه هو وعياله حماية له من الفساد، لهذا عندما ولي أبوبكر الخلافة ذهب إلى السوق، فقيل له في ذلك، فقال: من أين أنفق على عيالي؟ فجعلوا له ألفي درهم في العام، فقال: مايغنيني وعيالي؛ فجعلوها ألفين وخمسمائة درهم.

فالموظف إن لم يُعط ما يكفيه تاقت نفسه إلى الحرام، إلى الرشوة واستغلال الجاه، إلا أن يكون ذا نفس أبية وأخلاق مرضية، فمطالبة المسؤول أوالموظف بالعفة والأمانة مع علم الجميع أن ما يُعطى من معاش لا يفي بمعشار ما يحتاجه هو وعياله من باب المطالبة بما لا يُطاق، وليس لهذا مثل إلا قول القائل:

            ألقـاه في اليـم مكتـوفــاً          وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء

مع حسن الاختيار والتحري في ذلك، وإعطاء المسؤول ما يغنيه لابد من المراقبة والمتابعة المستمرة والمحاسبة الدقيقة، هذه المراقبة والمحاسبة والمتابعة من أوجب واجبات المسؤولين نحو الرعية.

لهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن اللتبية – وقد اصطفاه اصطفاءً – عندما بعثه مصدقاً على بني سُلَيم، كما خرَّج البخاري بسنده في صحيحه عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال: استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً على صدقات بني سُليم يدعى ابن اللتبية، فلما جاء حاسبه، قال: هذا ما لكم، وهذا هدية؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فهلا جلستَ في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقاً؟"، ثم خطبنا فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "أما بعد، فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله، فيأتي فيقول: هذا لكم، وهذا هدية أهديت لي، أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته، والله لا يأخذ أحد منكم شيئاً بغير حقه إلا لقي الله يحمله يوم القيامة، فلأعرفن أحداً منكم لقي الله يحمل بعيراً له رغاء، أوبقرة لها خُوار، أوشاة تَيْعَر"، ثم رفع يديه حتى رؤي بيا ض إبطه يقول: "اللهم هل بلغت؟ بصر عيني وسمع أذني".

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها، وكذلك كان أبوبكر وعمر رضي الله عنهما، ثم امتنع عمر عن قبول الهدية، وكتب إلى عماله أن لا يقبلوا هدية، ذلك أن جزاراً كان يهدي إلى عمر فخذ جزور إذا ذبح، وفي مرة كانت له قضية، فقال لعمر: أرجو أن تفصل في هذه القضية كما يفصل الفخذ من الجزور؛ فانتبه عمر، وامتنع عن قبول الهدية ومنع عماله.

وإذا كان عمر يحاسب ويراقب أمثال سعد بن أبي وقاص وعمير بن سعد الذي كان يعرف بنسيج وحده رضي الله عنهما، وغيرهما كثير من الصحابة الأخيار، فكيف بمن لا يدانونهم ولا يشابهونهم في شيء إلا في الهيئة والشكل، ويصدق على كثير منهم قول متمم بن نويرة:

         وبعض الرجال نخلة لا جني لها           ولا ظل إلا أن تعد من النخل

روى الذهبي في ترجمة عمير بن سعد هذا قال: بعثه عمر على حمص، فمكث حولاً لا يأتيه خبره، فكتب إليه: أقبل بما جبيت من الفيء؛ فأخذ جرابه وقصعته، وعلق إداوته، وأخذ عنزته وأقبل راجلاً، ودخل المدينة وقد شحَب، واغبر، وطال شعره، فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين؛ فقال: ما شأنك؟ قال: ألستُ صحيح البدن، معي الدنيا! فظن عمر أنه جاء بمال، فقال: جئتَ تمشي؟ قال: نعم؛ قال: أما كان أحد يتبرع لك بدابة؟ قال: ما فعلوا، وما سألتهم؛ قال: بئس المسلمون! قال: يا عمر، إن الله قد نهاك الغيبة؛ فقال: ما صنعت؟ قال: الذي جبيته وضعته مواضعه، ولو نالك منه شيء لأتيتك به؛ قال: جددوا لعمير عهداً؛ قال: لا عملتُ لك ولا لأحد، قلتُ لنصراني: أخزاك الله.

وذهب إلى منزله على أميال من المدينة، فقال عمر: أراه خائناً؛ فبعث رجلاً بمائة دينار، وقال: انزل بعمير كأنك ضيف، فإن رأيت أثر شيء فأقبل، وإن رأيت حالاً شديدة فادفع إليه هذه المائة؛ فانطلق، فرآه يفلي قميصه، فسلم، فقال له عمير: انزل؛ فنزل، فساءله، وقال: كيف أمير المؤمنين؟ قال: ضرب ابناً له على فاحشة فمات.

فنزل به ثلاثاً، ليس إلا قرص شعير يخصونه به، ويطوون؛ ثم قال: إنك قد أجعتنا؛ فأخرج الدنانير، فدفعها إليه، فصاح، وقال: لا حاجة لي بها، وردها عليه؛ قالت المرأة: إن احتجت إليها وإلا ضعها مواضعها؛ فقال: ما لي شيء أجعلها فيه؛ فشقت المرأة من درعها، فأعطته خرقة فجعلها فيها، ثم خرج يقسمها بين أبناء الشهداء.

وأتى الرجلُ عمرَ، فقال: ما فعل بالذهب؟ قال: لا أدري؛ فكتب إليه عمر يطلبه، فجاء، فقال: ما صنعت بالدنانير؟ قال: وما سؤلك؟ قدمتها لنفسي؛ فأمر له بطعام وثوبين، فقال: لا حاجة لي في الطعام، وأما الثوبان فإن أم فلان عارية؛ فأخذهما ورجع، فلم يلبث أن مات).

لقد ازدادت سطوة المسؤولين والموظفين واستشرى فسادهم وعم وطم في هذه الأيام، وأصبحوا أخطبوطاً يتسلطون على مصالح الناس، ويعطلون أعمالهم، ويعرقلون أشغالهم، فلا يمكن لمؤسسة، أوتاجر، أوفرد عادي أن يُنجز له عمل في جل دواوين الحكومة إلا إذا دخل في مساومة معهم وأجابهم لمطالبهم.

لم تكن الروشة والمحسوبية واستغلال الجاه بهذه الدرجة من الخطورة ولا بهذا الحجم من الانتشار من قبل، حيث كانت محصورة في بعض الطبقات الدنيا من الموظفين، أما الكبار فما كانوا يتعاطون شيئاً من ذلك.

أما الآن فقد تضاعفت هذه المفاسد أضعافاً كثيرة وتوسعت دائرة المستفيدين من الرشوة، بحيث أصبح الرائش وهو وسيط السوء يطالب بثلاثين وأربعين مليوناً أوأكثر مقابل تسجيل قطعة أرض استثمارية أومسحها، أولتكملة إجراءات تسليمها لصاحبها.

وأضحى العديد من كبار الموظفين في عدد من الوزارات والمصالح والمؤسسات والمصارف أغنى بكثير من بعض التجار، فمنهم من يمتلك العديد من المنازل والعمائر والعقار، ومنهم من يمتلك مصانع ومؤسسات ويدخل في مناقصات كبيرة، وهكذا، وكل هذا عن طريق استغلال الجاه والسلطة، سواء كان ذلك بطريق مباشر أوغير مباشر، بينما نجد أمثالهم من الموظفين بل من هو أقدم منهم وأجدر وأكفى من الأطهار الأخيار يسكنون في بيوت الإيجار ويعيشون عيشة الكفاف.

وسبب كل هذا الفساد والتردي يرجع إلى عدم الالتزام بالقواعد والضوابط السالفة الذكر، سيما عدم المراقبة والمحاسبة والعزل، وعدم إنزال العقوبات الصارمة على من تثبت إدانتهم ويتضح فسادهم وإفسادهم، فالله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.

أين نحن من مسلك حكامنا الأخيار في النزاهة ومناصحة ومحاسبة من يولون؟ لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، إليك هذه الآثار في النزاهة عن استغلال الجاه:

· روى أبو أمامة رضي الله عنه قال: "مكث عمر رضوان الله عليه زماناً لا يأكل من المال شيئاً حتى دخلت عليه في ذلك خصاصة، فأرسل إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستشارهم، فقال: قد شغلتُ نفسي في هذا الأمر فما يصلح لي منه؟ فقال عثمان رضي الله عنه: كل وأطعم؛ وقال ذلك سعيد بن زيد، فقال عمر لعلي: ما تقول أنت؟ قال: غداء وعشاء؛ فأخذ عمر بذلك".

· وعن قتادة قال: "كان معيقيب على بيت المال – في عهد عمر - فكسح بيت المال يوماً فوجد فيه درهماً فدفعه إلى ابن عمر، قال معيقيب: ثم انصرفت إلى بيتي فإذا رسول عمر قد جاء يدعوني، فجئت فإذا الدرهم في يده، فقال: وحيك يا معيقيب أوجدت عليَّ في نفسك سبباً؟ أومالي ولك؟ فقلت: وما ذاك؟ قال: أردت أن تخاصمني أمة محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الدرهم يوم القيامة؟".

· "أهدى عامل لعمر نمرقتين لامرأة عمر، فعندما دخل عمر ورآهما قال: من أين لك هاتان؟ اشتريتيهما؟ خبريني ولا تكذبيني؛ قالت: بعث بهما إليَّ فلان؛ فقال: قاتل الله فلاناً لما أراد حاجة فلم يستطعها من قبلي أتاني من قبل أهلي؛ فاجتذبهما اجتذاباً شديداًمن تحت من كان عليهما جالساً، فخرج يحملهما، فتبعته جاريتها فقالت: أصوافهما لنا؛ ففتقهما وطرح إليها الصوف وذهب بهما فأعطى إحداهما امرأة من المهاجرين والأخرى امرأة من الأنصار".

· روى سعيد بن المسيِّب: "أن عمـر رضي الله عنه بعث معـاذاً سـاعياً على بني كلاب وعلى بني سعد بن ذيبان، فقسم فيهم حتى لم يدع شيئاً، وعاد إلى المدينة بثوبه الذي خرج به منها، فقالت امرأته: أين ما جئت به مما يأتي به العمال من عراضة لأهليهم؟ فقال:كان معي ضاغط؛ فقالت: كنت أميناً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعند أبي بكر فبعث عمر معك ضاغطاً؟ فقامت بذلك في نسائها، واشتكت عمر، فبلغ ذلك عمر، فدعا معاذاً فقال: أنا بعثت معك ضاغطاً؟ قال: لم أجد شيئاً أعتذر به إليها إلا ذلك؛ فضحك عمر، وأعطاه شيئاً، وقال: أرضها".

· وعن ابن عباس رضي الله عنهما: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم افتتح خيبر فقال له أهلها: نحن أعلم بعملها منكم؛ فأعطاهم إياه بالنصف، ثم بعث عبد الله بن رواحة يقسم بينه وبينهم، فأهدوا له، فرد هديتهم، وقال: لم يبعثني النبي صلى الله عليه وسلم لآكل أموالكم، إنما بعثني لأقسم بينه وبينكم؛ ثم قال: إن شئتم عملتُ وعالجتُ وكلتُ لكم النصف، وإن شئتم عملتم وعالجتم ووكلتم لنا النصف؛ فقالوا: بهذا قامت السموات والأرض".

أرجو من المسؤولين أن يتقوا الله في أنفسهم، وفي عمالهم، ووزرائهم، وفي رعاياهم، وأن يعملوا على نصر الظالم والمظلوم، وعلى محاسبة من يولون، ومعاقبتهم وعزلهم إن دعا الحال، وعليهم الاقتداء بما كان يفعله عمر مع عماله.

روي أن عمر رضي الله عنه كان يقاسم عماله أموالهم بناء على قرائن الأحوال، والشواهد الناطقة والصامتة، والمبدأ الذي قرره: "لي على كل خائن أمينان، الماء والطين".

وكان سبب مقاسمته لبعض عماله أن أبا المختار يزيد بن قيس بن الصَّعق قال شعراً كتب به إليه يشكو عماله على الأهواز وغيرها، جاء فيه:

   أبلغ أميـر المـؤمنين  رســالـة            فأنت أمين الله في النهي والأمـــر

   وأنت أمين الله فينــــا ومن يكن            أميناً لرب العرش  يسلم له صـدري

   فلا تدعن أهل الرساتيق والقرى             يسيغون مال الله في الأدم الوفـر

   فأرسل إلى الحجاج فاعرف حسـابه           وأرسل إلى جزء وأرسل إلى بشـر

   ولا تنسين النــافعين  كليهمـــا            ولا ابن غـلاب من سراة  بني نصر

   وما عاصم منها  بصغــر عنايـة            وذاك الذي في السوق مولى بني بدر

   وأرسل إلى النعمان فاعـرف حسابه           وصهر بني غـزوان إني لذو خبـر

   وشبـلاً فسله المـال وابن مجـرش           فقد كان في أهل الرساتيق  ذا ذكـر

   ولا تدعـوني للشهـــــادة إنني           أغيـب ولكني أرى عجـب الدهـر

   من الخيل كالغزلان و البيض كالدمى           وما ليس ينسى من قـرام و من ستر

   ومن ريطـة مطـوية في صـوانها            ومن طي أستـار معصفـرة جمـر

   إذا التاجـر الهندي جـاء بفـارة           من المسك راحت في مفارقهم تجري

   نبيع إذا باعـوا ونغـزو إذا غـزوا            فأنى لهم وفـر ولسنا بذي وفـــر

   فقاسمهم نفسي فيـداؤك إنــــهم            سيرضون إن قاسمتهم منك بالشطـر

وقد قاسم عمر مالهم فعلاً، وكان يحصي أموالهم قبل توليتهم ويصادر كل زيادة غير معقولة.

والله أسأل أن يردنا إليه رداً جميلاً، وأن يرزقنا الحلال الطيب، ويغنينا بحلاله عن حرامه، وبفضله عمن سواه، ويقنعنا بما رزقنا، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا القائل: "كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به"، والقائل: "أول ما ينتن من المرء بطنه، فإن استطعت أن لا تدخل فيه إلا الحلال الطيب فافعل"، أوكما قال.

 

 

[ رجوع ]




         

contact us                         advertise with us                                     copy right © 2003-2004   NORELISLAM.TK   

the site is developed and designed by

HOSAM DOIDAR