xmlns:v="urn:schemas-microsoft-com:vml" xmlns:o="urn:schemas-microsoft-com:office:office" xmlns="http://www.w3.org/TR/REC-html40">
|
الدِّينُ رأسُ المالِ فاستمسِكْ به فضياعُه من أعظمِ الخُسْرانلقد صدق الإمام القحطاني في نونيته الشهيرة كلها وأجاد، سيما في قوله: الدين رأس المال فاستمسك به فضياعه من أعظم الخسران إي وربي، فالدين هو رأس المال الحقيقي، وكل ما يناله العبد في هذه الحياة الدنيا من متاع هو تابع وربح لهذا الدين، وإذا فقد رأس المال فقد معه كل خير، وخسر كل شيء. ماذا تعني الحياة وما فائدتها؟ إذا ذهب دينك، وضاعت عقيدتك، وسفرت وتبرجت حريمك، وفسدت أخلاقك، وخسرت أبناءك؟ ما طعم الحياة إذا أضحى الإنسان كالسائمة، همه ملأ بطنه، وتحقيق شهواته، والاستجابة إلى نزواته؟ ماذا ينتظر المؤمن إذا سلب حلاوة الإيمان؟ "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون اللهُ ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يبغض أن يعود إلى الكفر كما يبغض أن يلقى في النار" الحديث، وأصبح يعيش كما يعيش الحيوان؟ من غير ولاء ولا براء، ولا خوف ولا استحياء؟ كيف يهدأ بالك، وتطمئن نفسك، وتسعد حياتك؟ واليهود والنصارى وعملاؤهم قد ملكوا أمرك، وغزوا ديارك؟ واستولوا على حياضك؟ وجاءوا عند بابك وأذلوا كبرياءك؟ وداسوا كرامتك، وأيموا نساءك، ويتموا أطفالك؟ وقتلوا شبابك وصبيانك؟ وعاثوا فساداً في فتياتك، ونهبوا ثرواتك؟ أنى اتجهت إلى الإسلام في بلد تجده كالطير مقصوصاً جناحاه لقد أذل الكفار الأعزاء من أبناء الأمة، وأكرموا الأذلاء، وحرموا العلماء من الخطابة والحديث والتدريس، وأنطقوا الرويبضة، وفسحوا المجال للعملاء والسفهاء فتطاولوا على الكبراء الأجلاء، وأشانوا سمعة الأخيار الفضلاء، لقد غيروا الموازين، وخلطوا بين المفاهيم، وأساءوا إلى المحسنين، وأحسنوا إلى المسيئين. ليس للخروج من هذه المحن من سبيل إلا بالاستمساك بحبل الله المتين، والاعتصام بسنة سيد المرسلين، والاقتداء بالسلف الصالحين، والعود إلى ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الميامين. ولا يتم ذلك إلا بتصحيح العقائد، ونبذ اليأس والقنوط والخلاف، وبالعزم والإصرار، وموالاة جميع المسلمين، وبذل النصح والتوجيه لكافة إخوة الدين، وبدعم المجاهدين ومواساة الفقراء والمساكين، فلن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. والله المسؤول أن يؤلف بين قلوب المسلمين، وأن يلهمهم رشدهم وصوابهم، وأن يلم شعثهم، ويعينهم على أنفسهم وعدوهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه، لا رب سواه، ولا إله غيره، وصلى الله على نبي الملحمة الضحوك القتال، وعلى آله وصحبه الأخيار، وعلى أتباعهم بإحسان.
[ رجوع ] |
| |||||||
contact us advertise with us copy right © 2003-2004 NORELISLAM.TK
the site is developed and designed by
HOSAM
DOIDAR